اهم المقالات

حي الأزاريطة

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

حي الأزاريطة أحد أقدم وأهم وأرقى احياء مدينة الإسكندرية ويقع في منتصفها تقريبا ويتميز بمبانيه ذات الطابع اليوناني والروماني القديم الذى يميز الإسكندرية بوجه عام ويميز هذا الحي بوجه خاص وكانت الأزاريطة في عصر البطالمة الذين ورثوا ملك الإسكندر الأكبر مؤسس المدينة هي الحي الملكي والذى يسمي البركيون والذى ضم مكتبة الإسكندرية القديمة والمجمع العلمي والذى كان يسمي الموسيون وهما الصرحان العظيمان اللذان ظلا ببثان ويشعان نور العلم إلى جميع أنحاء العالم حتي عام 272م إلي أن أحرق الإمبراطور الروماني أوريليان الحي بأكمله بما فيه من معابد ومقابر ملكية وقد شهد هذا الحي العريق قصة أنطونيو وكليوباترا وقصة انتحار كليوباترا بعد هزيمتها في معركة أكتيوم البحرية أمام الإسكندرية
وفي عصر محمد علي باشا تم إنشاء مجلس يسمي مجلس الأورناطو كانت مهمته النهوض بمدينة الإسكندرية وإعادة تخطيطها ووضع لوائح البناء بها فكان مما أعيد تخطيطه منطقة الأزاريطة ولم تكن قد سميت بعد بهذا الإسم وبعد فترة ومع إنتشار وباء الكوليرا فكر محمد علي في إنشاء نظام الحجر الصحي المعمول به في أوروبا فجمع قناصل الدول الأجنبية وشكل منهم لجنة وأصدر بعد ذلك قرارا بإنشاء أول محجر صحي يقع بجانب الميناء الشرقي الذى ترسو به سفن الجاليات الأوروبية والأجنبية عموما وقد أطلق عليه إسم لازاريت Lazarette نسبة إلي أول محجر صحي تم بناؤه في فرنسا في جزيرة سانت مارى دو نازاريه حيث كان بفد إلى فرنسا القادمون من بلاد أخرى فأقاموا هذا المحجر كنوع من الوقاية والرعاية الصحية وكان هذا المحجر الصحي في المنطقة التي أطلق عليها الأزاريطة فيما بعد حيث تم تحريف كلمة لازاريت إلى الأزاريطة وحاليا تم إقامة المستشفي الأميرى التابع لجامعة الإسكندرية مكان هذا المحجر الصحي وكلمة لازاريت ذات أصل لاتيني ومعناها Ladre أى الأبرص أو المجذوم حيث كان الرومان يبالغون في طريقة التعامل مع المجذومين فكانوا يضعونهم في الحجر الصحي طوال حياتهم
وقد اشتهر حي الأزاريطة بانه حي كوزموبوليتاني حيث كان يسكنها خليط من الجاليات الأجنبية المختلفة وبالأخص اليونانيين الذين كانوا يمثلون غالبية سكان الحي وكانوا يعملون بالتجارة والبقالة وكانت هناك منطقة بالحي تسمي المربع اليوناني تضم المدرسة اليونانية التي تسمي سالفاجو والملجأ اليوناني المسمي مانا وكان هناك نادى يسمي بالنادى اليوناني يقع علي ناصية شارع يسمي سوتر كانت تجتمع به الجالية اليونانية وكان مشهورا بموسيقاه الصاخبة التي كان يتردد صداها في جميع شوارع الحي وبعد ثورة يوليو عام 1952م وهجرتهم خارج الإسكندرية تحولت محالهم إلي ورش للحرفيين ومتاجر لقطع غيار السيارات وخاصة في الجزء الجنوبي من الحي خلف ترام الرمل حيث كان الجزء الشمالي مابين الكورنيش والترام مخصصا للفيلات والقصور والعمارات السكنية والمدارس ودور العبادة والنوادى
ومن أهم معالم حي الأزاريطة مكتبة الإسكندرية الجديدة علي حدود الحي مع حي الشاطبي ومسرح كوتة وهو من أهم وأشهر مسارح الإسكندرية والذى تجاوره أرض المعارض والتي يقام عليها سنويا معرض الإسكندرية للكتاب بالإضافة إلى شارع سوتر وهو لقب بطليموس الأول خليفة الإسكندر الأكبر وهو يطل على مجمع الكليات النظرية التابعة لجامعة الإسكندرية وشارع البطالسة المشهور بالقصور والفيلات التي تحول الكثير منها إلى مراكز ثقافية أجنبية وأهمها المركز الثقافي الألماني المعروف بإسم معهد جوته والمركز الثقافي الروسي وأيضا شارع الفراعنة المتاخم لشارع البطالسة وفيه المركز الثقافي الأمريكي ثم شارع شامبليون والذى يمتد إلي ميدان الخرطوم الذى كان يسمي ميدان سعيد وتمت تسميته بميدان الخرطوم بعد استرداد السودان في شهر سبتمبر عام 1898م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وهو ميدان يتوسطه عمود بطلمي ضخم وكان يوجد علي جانبيه تمثال للآلهة سخت ذات رأس الأسد وأخيرا شارع مسجد القائد إبراهيم الذى يمتد من أمام مكتبة الإسكندرية إلى محطة الرمل مرورا بمسجد القائد إبراهيم وأرض مسرح كوتة المطلة على تمثال الأشرعة البيضاء المعروف بإسم السلسلة الذى يعد من أهم وأشهر معالم الأزاريطة أيضا وهو من أعمال المثال المصرى فتحي محمود عام 1962م ويقع علي رأس لسان صغير يمتد داخل البحر المتوسط كان يسمي رأس لوكياس ويقال إن هذا المكان كان يتواجد به قصر كليوباترا وقد تم وضعه في هذا النوقع عام 1968م
ويضم حي الأزاريطة أيضا حدائق الشلالات والتي كان إسمها فيما سبق حدائق البلدية التي صممها المهندس مونفرونت وهي حدائق تمتد بمحاذاة خط الأسوار العربية التي شيدها أحمد بن طولون في القرن الثالث الهجرى وينتهي حي الأزاريطة من ناحية الغرب بمسجد القائد إبراهيم إبن محمد علي باشا والي مصر وأشهر القواد العسكريين في القرن التاسع عشر والذى حكم مصر بعد أبيه وفي حياته من شهر مارس عام 1848م ولمدة 8 شهور حتي وفاته في حياة أبيه أيضا في شهر نوفمبر عام 1848م وتكريما له وبمناسبة الذكرى المئوية لوفاته عام 1948م أمر الملك فاروق ببناء هذا المسجد ومن أشهر من سكنوا في هذا الحي كان الفيلسوف الإغريقي الشهير أفلاطون وعالم الطبيعة والرياضيات الشهير أرشميدس والفيلسوفة السكندرية الشهيرة هيباتيا والمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين والمطرب المعروف مصطفي قمر

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى